Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

من الفلاحة إلى السياحة

بعد تطرقنا فيما سبق ومعنا بعض المنابر الإعلامية الأخرى, للكارثة الإنسانية التي يعيشها عمال فندق ادرار بمدينة أكادير, وصلتنا العديد من الإتصالات من طرف هؤلاء العمال المقهورين يطالبون من خلالها مساعدتهم على إيصال صوتهم لكل من يهمهم الأمر وذلك من أجل التدخل العاجل لوضع حد للمأساة التي يعيشونها ورفع عنهم تعسف وشطط أحد الأشخاص كان يعمل تقنيا فلاحياً بإحدى الضيعات ليتم تعيينه مؤخرا كمدير لهاته المؤسسة الفندقية.

فحسب تعبير عدد من المستخدمين, كان الفندق يعاني من ضائقة مالية وبدل الاستنجاد بمن له دراية و تجربة في الميدان السياحي من اجل إنقاد المؤسسة من الإفلاس وتحسين وضعية مستخدميها تم المجيئ بشخص لا يفقه ولا يمت للقطاع بصلة فأصبحت الأمور تسير من سيئ إلى اسوأ حتى وصلت الشركة إلى حد التصفية القضائية, ليتولى بعد ذلك تصفية العمال واحداً تلو الآخر. فبالإضافة إلى عدم توصلهم برواتبهم لقرابة السنة وعدم توفرهم على أية تغطية صحية حتى الإجبارية منها , يعاني المستخدمون من المضايقات و التنقيلات الغير المبررة و شتى انواع القمع و التعسف وذلك من أجل الدفع بهم إلى المغادرة دون التوصل بمستحقاتهم . وفي هذا الصدد تم تقديم عشرات الشكايات ضده لمفتشية الشغل, وبعض العمال رفعوا دعوى قضائية ضده لدى المحاكم , بينما فضل آخرون المغادرة بحثاً عن لقمة العيش في مكان آخر.

و بعد ملاحظتنا للوضع الكارثي الذي وصلت إليه هاته الوحدة الفندقية و الدراما التي يعيشها عمالها و بعد تصفحنا للعدد الهائل من الشكايات المقدمة ضد السيد المدير و بعد إطلاعنا على كتاباته و حجم الأخطاء الإملائية التي تبعث على السخرية والتي تم تداولها على مواقع التواصل الإجتماعي وبعد الاطلاع على ما يكتبه زوار الفندق في المنتديات العالمية للسياحة من ملاحظات سيئة تضر بسمعة السياحة الوطنية والبلد بكامله, يتبين جليا ان هناك ضعف واضح في الكفائة المهنية و نقص معرفي و ثقافي بارز عند مسيري هاته الوحدة الفندقية.

وهذا يدفعنا إلى التسائل كيف للجهات المسؤولة عن القطاع ان تقف مكتوفة الأيدي امام هذا التسلط و الإستهثار و تسمح لمن هب و دب ان يتولى تسيير مؤسسة في قطاع حيوي و جد حساس ليعبث بمستقبل عشرات العائلات ويجعلهم عرضة للتشرد ؟

كيف القبول أن يبقى في مغرب 2015 أكثر من 70 مستخدما بدون أجور لقرابة السنة وبدون تغطية صحية, يشتغلون في ضروف جد مزرية ويتعرضون للتعسف والترهيب والسلطات المعنية صامتة ؟

كيف يتم تقديم عشرات الشكايات ضد مدير مؤسسة ويتم استدعاؤه من طرف مفتشية الشغل عشرات المرات ولم يحضر ولو مرة وتبقى هاته الأخيرة عاجزة عن التدخل ؟

ألا توجد لجن للبحث والمراقبة ؟

الم يحن الوقت لفرض شواهد و تجربة في الميدان قبل التشغيل بدل الإعتماد على الصداقة والقرابة وإبعاد ذوي الكفاءة ؟

صحيح أن السياحة بمدينة أكادير تعيش أزمة خانقة دفعت بالعديد من المحلات السياحية نحو الإفلاس وصحيح أن العوامل المسببة لهاته الأزمة كثيرة ومتنوعة لكن يبقى العامل البشري موجودا وواضحا يتمثل في ضعف أو عدم الكفاءة عند مسيري العديد من الوحدات السياحية وهذا العامل يمكن معالجته والقضاء عليه بتدخل السلطات المسؤولة لوضع حد لكل المتطفلين على الميدان.

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :